..
.
المكان:
وطن بلا أرض...
وأرض بلا عنوان...
التاريخ: غدُ الأمس...
الوقت:
تمام الساعة القاتلة بعد منتصف الحزن
زمن بلون عطاش أغصاني تتثاقل خطاه
كما سلحفاة هرِمة
وعقارب الساعة كأنها متوقفة على جسدي الموجوع
تنفثُ سمها فيه لتقتل بقاياي
أجاهد كل اللحظات
ألملم تلك البقايا
أبدأ بتصفيف أوراقي
وتحتضنُ أناملي المُرتجفة قلمي الهزيل
وأتسكعُ قليلا على خاصرة فكري
كطفل يلهو في الطرقات
ألتقطُ بعضٍِ مما يقعُ عليه نظري
أتأمل ملامح روحي
وأراها تتربع على قمة حزني
وأضحكُ...بقهقهة أحسد عليها – ليس على روحي – بل لأنها أشترتْ قلباً عيا أن يحملها
//
//
لاأعلم لمَ كلما ذُكر الحزن أتحسس قلبي
وهذه المرة تحسسته
وجدته باردا
ألفيته
قلباُ مسجى
تابوته صنعَ من ألمٍ...من وجعٍ
وكفنه خِيطَ بغصة تلو غصة..خِيط بإتقان
حنوطه أنين...ويبقى أنيني
لحين اليقين
ولايتسع لأثنين
فلابد منْ ينفرد ويتفرد بوجوده
ربما أكون أنا
وربما
أنا...
أتحسس قلبي وشذراتٌ من الدمع مسجاة
على جثمان ينتظر تشييعه
وأمسح بيدي الحانية
مدامع أحلامي التي باتتْ خارج نطاق الخدمة
- عظّمَ الله أجري فيك ياقلبي-
//
//
غياب
كم أكرهه هو الغياب
انه أشبه بشمس الهاجرة
أو أنه أشبه برصاصة ضلتْ طريقها
لتستقر فيَّ
حتما أنها إن لم تقتلني...ستقتلني
وكل ليلة يكون فيها الغياب تكون حبلى بالحزن
تنجب لي الماً تحدى خطوط الزمن وتعدى حدود الوقت
ليكبر في لحظات
ألتمستُ له العذر...وغفوت على مهد اليأس
أحتضنتُ وجعي وتوسدتُ أنيني
//
//
أمل... هذا الذي صرتُ أخشى استحضاره في مثل هذه اللحظات
لِيقيني أنه لن يأتي كما هو ولامه سيأتي مهرولا قبل ميمهُ
ليكون لي مجرد أ لـ ــم
//
//
ذات مساء أستوقفني جرح
أشبه مايكون بشظايا قارورة مهشمة تناثرت لتدمي روح مشرّدة
ويذكرّني بمنْ رسموا مراسم موتي
وتفننوا في تشيع جثماني
وهم يترنمون بلحن الغدر
ياله من أحساس مرعب
وياله من أحساس ممقوت
أن تراهم يقطفوا البسمة
ليزرعوا فيك الدمعة
//
//
أتأمل ملامح روحي التي باتتْ تزور أطلالهم في الخفاء
أجاريها لبرهة...وكأنني أتمنى الزمان يعود يوما
لأتذوق طعم الفرح بحضورهم
لكنني أرجع وأنا يملأني الرعب ويطوياني وينشراني كفا النقيض...
نقيضان غريبان
أن ترى من أحبكَ ملاك
وهو يسقيكَ الموت ويمنحكَ الهلاك
//
//
لم أعهدُكِ ياروحي تتشردين من قبل..
أيتها الروح
أتستمتعين برؤيتي وحيدا؟
كم عليَّ أن أطلب منكِ
ألا تتشردي؟
.
.
تلك الروح سأجلدها لتعود لرشدها
وأن أبتْ سأصلبها على قارعة طريق الزمن
لتكون عبرة لكل من تسول له روحه أن تتشرد عنه...
- سامحك الله يا منْ حللت عقدة عقلها –
.,.
لحظات تشرُد الروح
ولله الحمد إنها لم تتشرد سوى لحظات
تحياتي لكم
ان شاء الله تنال اعجابكم
طائر الحزين