مسقط - محمد مصطفىبعد أن ظلت الدراما الهندية تحتل موقع الأفضلية للمشاهد العماني لسنوات طويلة دون منافس، تمكنت الدراما التركية من اختراق الحاجز، ليصبح لها نصيب الأسد من اهتمام المشاهدين العمانيين.
وأصبح من المألوف متابعة أحاديث الشباب العماني رجالاً ونساء عن أحداث حلقة فائتة من مسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" -المعروضين على قناة mbc- باهتمام بالغ مع التطرق لأدق تفاصيل الحلقة.
mbc.net رصدت اهتمام المشاهد العماني وشغفه بمتابعة المسلسلات التركية، والتي أثرت كثيراً في وجدان الجمهور العماني، بل وغيرت من قرارات مهمة في حياة الكثير منهم.
وتقول فاطمة الزدجالي "متابعة مسلسل "سنوات الضياع" أصبح من طقوسي المعتادة، على الرغم من كوني حديثة الزواج، إلا أن انشغالي بتجهيزات العرس لم يمنعني من متابعة مسلسلي المفضل، حتى أني اشترطت على زوجي تمضية شهر العسل في تركيا، وهو ما استجاب له العريس".
والتقط طرف الحديث الزوج بدر قائلا "زادت رغبتي في متابعة المسلسل بعدما رأيت اهتمام زوجتي فاطمة به، حتى أن جزء كبير من حديثنا المشترك يدور حول أحداث المسلسل؛ مما جعلنا نقرر قضاء جزء من شهر العسل في تركيا".
ويضيف بدر "أحيانا كثيرة أشعر بالغيرة من أبطال المسلسل من كثرة كلام زوجتي عنهم، إلا أنه في الأخير مسلسل.. نستمتع جميعا بمشاهدته، وأظن أن علينا كأزواج التعلم من مثل هذه المسلسلات لتحسين علاقتنا الزوجية من الناحية العاطفية".
صدق أداء الممثلين
وبسؤالها عما يعجبها في المسلسلات التركية تقول علياء الهاشمية "تتميز المسلسلات التركية بصدق أداء الممثلين، كما أن للرومانسية عاملا مهم في جذب المشاهد والاستحواذ عليه، إضافة إلى عامل الجذب الذي تخلقه عناصر المسلسل من سيناريو يربط المشاهد دائما بحدث قادم يظل الجمهور في لهفة انتظاره، كما أن لملابس بطلات المسلسل وأناقتهن دورا مهما في جذب الفتيات لمشاهدة الحلقات، كل هذه العناصر استطاعت ربط المشاهد بالمسلسل وأحداثه".
ويضيف عمر الوهيبي "هناك حالة من الجفاف العاطفي تعيشه مجتمعاتنا خلال السنوات الماضية، لمست هذه المسلسلات هذا الوتر وخصوصا لدى الفتيات، فنحن دائما في حاجة لدفء وعاطفة مهند ورقة وعذوبة نور".
ويؤكد عمار البلوشي ذلك بقوله "مسلسلي المفضل هو "نور"، فيعد بحق حالة عاطفية جميلة، فالجميع داخل المسلسل في حالة حب حتى كبار السن، وهذا ما يستهويني في المسلسل، وأظن أن هذه الحالة أثرت بشدة في وجدان العمانيين ورفعت من نسبة مشاهدي المسلسل".
ويضيف "أمتلك متجرا للمواد الغذائية أعمل به ومعي أخي وعامل هندي، يتوقف العمل ببدء المسلسل وتقل حركة البيع خلال وقت إذاعته، والذي يتابعه معي في المحل بعض الأصدقاء والمعارف، حتى من الهنود والذين نقوم بترجمة بعض أحداثه لهم".
وعن اهتمام العمانيين بمتابعة الدراما التركية يقول وليد محمود -محرر فني بجريدة الوطن العمانية- "استطاعت الدراما التركية الاستحواذ على المشاهد الخليجي عموما والعماني خاصة، وذلك نظرا لعدة أسباب، أهمها جرعة الرومانسية المكثفة التي يقدمها المسلسل، وهذا ما يفتقده المشاهد في المسلسلات العربية التي غالبا ما تتطرق لمشكلات يومية يعيشها المشاهد واقعيا، ونادرا ما تتناول موضوعات عاطفية تجذب الجمهور".
وتابع قائلا "فأغلب موضوعات الإنتاج العربي إما اجتماعية أو تاريخية، حتى وإن تناولت موضوعات رومانسية فإنها غالبا ما تأتي بسلسلة من المشكلات تثقل بها على كاهل الحبيبين "أبطال المسلسل"، وتفسد على المشاهد متعته؛ لذلك جاءت هذه المسلسلات لتعطي استراحة عاطفية للمشاهد كان في أمس الحاجة إليها".
ويضيف وليد "كما أن تركز أغلب الإنتاج التلفزيوني العربي خلال شهر رمضان أعطى مساحة لبروز إنتاج آخر لسد فراغ فترة عام كامل من قلة الإنتاج العربي، ومع حاجة المشاهد لملء هذا الفراغ الدرامي يتجه الجمهور للدراما المتاحة، ومع تمييز الإنتاج التركي وكثافة حلقاته، وما يقدمه من متعة على مستوى الأحداث والصورة وبقية العناصر، جذب المشاهد العماني لمتابعة هذه المسلسلات".
تحياتي لكم
امواج بلا شاطئ