أن من أهم الظواهر في الوقت الحاضر،هي ظاهرة التربية والتعليم،فهذه الظاهرةموجودة في كل دولة ومجتمع
حيث تعمل كل المجتمعات بقصارى جهدها من أجل تطويرها،
كل من أولياء والمربين والمربيات والمسؤولين
لأنه من خلال التربية السليمة والتعليم الناجع يتم القضاء على التخلف، وتنهض بالمجتمع إلى مراتب التقدم والتطور.
على هذا الأساس أن عملية التربية والتعليم،عملية ليست سهلة بل تتطلب جهداً من الأباء والأمهات والمسؤولين
القائمين على العملية التربوية الصبر،وعقول نيرة.
أن مايلفت النظر في الفترة الأخيرة هي هروب الطلاب من المدرسة أو بالأحرة تركهم للمدرسة ،أن هذه الظاهرة تتطلب
من الأباء والقائمين على العملية التربوية النظر فيها وفي أسبابها وإيجاد السبل الناجعة لتلافي هذه الظاهرة الخطيرة
التي تهدد المجتمع ،فالمجتمع الذي لا ينتبه إلى هذه الظاهرة،والذي لا يبحث عن تلك الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة
والذي لايعالج تلك الأسباب سوف يواجه الركود في العملية التربوية،وفي المقابل سوف تستمر المجتمعات الأخرى في
المسيرة التربوية والتعليمية،وسوف يقطع أشواطاً أمامها.
من الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة :
الحالة الأقتصادية،لاشك أن الحالة الأقتصادية في مجتمع ما هي العمود الفقري فيه،لذلك على الإنسان أن يعمل من أجل
الحصول على قوته اليومية،وعلى هذا الأساس يقوم الإنسان بأنماء أفكاره ويطبقها على أرض الواقع،وبأعتبار الطالب من هذا
الواقع،فهو يتأثر به ،فالحالة المادية السيئة للأسرة تدفع الطالب إلى ترك المدرسة والعمل من أجل سد رمق أسرته.
دور الأسرة :هناك الكثير من الأباء ينشغلون بالعمل وبأمور أخرى،حيث يهملون أبنائهم ولا يقومون بمراقبتهم،فهناك الكثير
من الأباء لايجهدون أنفسهم بالذهاب إ لى المدرسة،ولا يذهبون إلى أجتماع أولياء الأمور من أجل الأستفسار عن وضع أبنائهم.
كذلك فكرة الأهل عن المدرسة تؤدي إلى ترك الطلاب للمدرسة ،أن بعض الأباء يتجاهلون دور المدرسة وأهميتها في الحياة
فلا يهتمون بها،وينظرون اليها نظرة سلبية،ولايقومون بتشجيع أبنائهم على أكمال الدراسة،فالأب الذي يحقق نجاح في المجال
الأقتصادي وإن لم يكن يعلم القراءة والكتابة،فيقوم بنقل هذا الشئ إلى أولاده .
ونسمع الكثير من الأباء يرددون مقولة لماذا القراءة؟ وماذا سيصبح أبني ؟ ولماذا أكمال الدراسة؟فكل هذه الأفكار السيئة
تنعكس عل الأبناء وتشجعهم على ترك المدرسة .
العادات والتقاليد :أن المجتمع الذي تسيطر عليه العادات والتقاليد العشائرية تشجع على ترك المدرسة،مثلاً عندما تكبر البنت
يقوم الأب بأخراجها من المدرسة ويطلب منها مساعدة الأم في الأعمال المنزلية،أو يقوم بتزويجها.
ومن العوامل التي تؤدي إلى ترك الطلاب للمدرسة هي المشاكل الموجودة في الأسرة، والخلافات العائلية ، وكذلك الطالب الذي يحصل على درجات متدنية فيدرك بإنه لايستطيع أجتياز صفه فيقوم بترك المدرسة.
وهناك طلاب ليست لديهم رغبة في الدراسة فيبدؤون بالبحث عن الأسباب والحجج من أجل ترك المدرسة.
في الختام أطلب من جميع الأباء والأمهات أن يهتموا بأطفالهم،ولايستهينوا بدور المدرسة وأهميتها,وأن لاينسوا بإن المدرسة
هي المكان الذي يستطيع الإنسان الأستفادة فيه دون مقابل حيث العلم والمعرفة.
مع تحياتي
جرح الزمان